فقدت الأمل في الأحياء :
منظر مؤلم
جدا ، أم كبيرة في السن تجلس في باب
المقبرة لتنتظر من يتصدق عليها ، تجلس بجانب الأموات لتنتظر رحمة الأحياء لا يوجد أي أحد يقبل على نفسه هذه الجلسة إطلاقا
، مهما كان...
إلى هذه الدرجة فقدت الأمل في الأحياء ، تقوم في الصباح الباكر جدا و تذهب للقبور و تجلس طول اليوم لحد الظهر ، هذا يعطيها خبز و ذاك يعطيها دراهم معدودة ، دموعك بتنزل من غير ما تشعر ، ببساطة شديدة ، قسوة الحياة شيء مفروغ منه ، كلنا سنصبح كبار في السن لأنها سنة الحياة ، لهذا يجب أن نتعلم كيف نعيش بكرامة ، كلما كان عندنا دخل يحفظ كرامتنا نعيش أفضل أكيد ، أكيد يوجد داخل كل منا موهبة أو قدرات يستطيع أن يكسب منها قوت يومه ، بالتأكيد يوجد عندنا طاقات تعيشنا كما نستحق ، كلنا نستحق العيش بكرامة و كلنا نريد العيش بحب و ود مع أهلنا و أحبابنا و خصوصا أولادنا ، دورة الحياة لا تكتمل غير بالتكامل و التكافل و مساعدة البعض للبعض للآخر ، كلامي موجه لكل إنسان جواه إحساس بالإنسانية ، أدرك قيمة نفسك و ساعد نفسك و انجح من أجلك أنت ، حتى لا تجلس في باب المقبرة ، أرجوك تعلم و حاول و كرر المحاولة ، حب نفسك ، فكر ، بعمق ، كيف أنجح ؟، كيف أصل؟ ، حس بقيمة نفسك ، قيم نفسك ، أرجوك عيش بكرامة ، أنت أقوى مما تعتقد و أقوى مما تتخيل ، انجح من أجل نفسك ، تستحق النجاح و العيش بكرامة خصوصا
قصة هذه
الأم :
كانت بنت جميلة مثل الوردة ، يتيمة ، لم تدرس قط ، تزوجت ، أنجبت بنتين ، و فجأة سرق الموت زوجها في حادثة سير ، لم يترك لها معاش لا قليل و لا كثير ، فقد كان يعمل مياوم ، اضطرت أن تغسل و تنظف منازل كثيرة و تطبخ في منزل كل من كان يدفع لها مقابل تعبها لتعيل بناتها، بمجرد ما كبروا شوية ، ا تم تزويجهم لتتخلص من الحمل الثقيل ، و صارت تعيش وحدها من جديد ، لكنها مع الزمن ، فقدت قدرتها على العمل المجهد ، البنت الكبيرة زوجها أكبر منها بسنوات كثيرة و عنده أولاد من قبل و بالتالي ظروفها إن لم نقل سيئة ، لا تستطيع أن تنفع أمها ، الثانية زوجها فقير فهي تعجن الخبز و تبيعه لتعيل أولادها ، و هذه الأم لا تريد أن تزيدها همها لذلك تجلس في هذا المكان الموحش ، تبتعد عن الحياة و صخبها ، تستأنس بهذا الصمت الرهيب و هذا الهدوء القاتل ، لم تعد تشم رائحة الموت ، لم تعد تخاف من هذه القبور ، نعم تجلب الخبز و دراهم تكفيها طول الأسبوع ، لكن البنات تبرؤوا منها فهي باتت تجلب العار ، صارت مصدر ضعف و استهزاء و خجل ، قصة مؤلمة أوجعت قلبي ، و هي تحكي لي كانت دموعها قريبة جدا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق